Thursday, April 17, 2008

...تلك هي الحرب "الأهلية الباردة" رموزها "دائماً على حق"، لأنهم إحترفوا صناعة الحروب ساخنة كانت أم بارد


























حرب أهلية باردة....

17" نيسان 1997...."
زينا الخوري
لم تقع حرب أهلية جديدة في لبنان. صحيح!

لكننا في وسط حرب أهلية باردة ... سلاحها الشائعات، والأكاذيب، وتضليل الرأي العام على حساب الأحياء والأموات والمفقودين.


وموضوع المقبرة الجماعية في حالات، معركة في الحرب الأهلية الباردة.

بداية القصة؟ تحقيق صحفي نُشِر في إحدى كبار الصحف في لبنان ... وإكتشف المشرفون على سياستها أن العمل الصحفي الواقعي يتسبب في حرج سياسي أحياناً، فتراجعوا.

إذا ليس التيار الوطني الحر، ولا المعارضة، من أثار الموضوع، رغم أن قضية المفقودين تشغلهم. ويؤمنون أن البحث عن المفقودين لا بد أن يجري في أي مكان.

أما في نظر الفريق السلطوي يجب أن نبحث عن المفقودين في السجون السورية فقط. أما إذا كانوا تحت الأرض فيتحول شعار "المتسلطين": "دعوا الأموات يستريحون بسلام في مقابرهم".

وعند إثارة موضوع بهذه الأهمية ماذا يتوقع أهل السلطة من نواب المنطقة؟ هل عليهم أن يسكتوا ويتجاهلوا ؟

لو سكتوا لما كانت المجموعة المتسلطة إتخذت من الصمت حجة لتهاجم، وتجرِّح، "وتغطي السموات بالقبوات"؟

المعيب هو إسلوب معالجة موضوع المقبرة الجماعية المفترضة. معيبة الخفة التي تولّت بها جرافات السلطة البحث عن جثث البشر! وكأنها تشق خندقاً على الاوتوسترد لتمرير مجرور أو قسطل مياه!

من حدد منطقة البحث علمياً؟ من حدد مدة البحث وإسلوبه؟ وكيف إنتهى النهار "القصير" بردم الخندق، وعودة "الباحث" الى بيته بعد تبديل المواقع! على من يضحكون؟

شقوا خندقاً وطمروه ... ليتحول السائل عن الجريمة الى مجرم ... وليصبح المشتبه به قاضياً يوجّه التهم لأهل الضحايا والشهود ... ولو استطاع لأوقف القتلى أنفسهم على ذمة التحقيق، وأحالهم الى المحكمة الدولية في لاهاي، لأنهم ذات يوم تواجدوا على أرض مطار حالات حتماً.

تلك هي الحرب "الأهلية الباردة"! رموزها "دائماً على حق"، لأنهم إحترفوا صناعة الحروب ساخنة كانت أم باردة!